ماذا يحدث في جورجيا الآن؟ تشهد جورجيا هذه الأيام أحداثًا سياسية واجتماعية بارزة، حيث تتصاعد التوترات بين الحكومة والمعارضة، مصحوبة بموجة من الاحتجاجات الشعبية في العاصمة تبليسي ومدن أخرى. يعكس الوضع الحالي انقسامًا داخليًا وتوترًا في العلاقات الدولية، خاصة مع الاتحاد الأوروبي.
ماذا يحدث في جورجيا الآن؟ تعليق محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي
أعلنت الحكومة الجورجية، بقيادة حزب “الحلم الجورجي”، تعليق مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028. أثار هذا القرار استياءً شعبيًا واسعًا، خاصة أن الانضمام إلى الاتحاد يُعد هدفًا دستوريًا ومطلبًا شعبيًا. وجاء القرار بعد انتقادات أوروبية وأميركية لطريقة تعامل الحكومة مع الانتخابات الأخيرة والإصلاحات الديمقراطية، مما أدى إلى تجميد طلب الانضمام من قبل بروكسل.
الاحتجاجات الشعبية في تبليسي
شهدت العاصمة تبليسي موجة احتجاجات واسعة، حيث احتشد الآلاف أمام مبنى البرلمان تعبيرًا عن رفضهم لقرارات الحكومة. رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالديمقراطية وإعادة النظر في سياسات الحكومة، وسط اتهامات باستخدام القوة المفرطة لتفريق المظاهرات. الانتقادات طالت أيضًا رئيس الوزراء، الذي دافع عن تصرفات الشرطة، ووصف الاحتجاجات بأنها مدفوعة بتدخلات أجنبية.
الأزمة السياسية الداخلية
الأوضاع السياسية في جورجيا تتفاقم مع استمرار الجدل حول نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي فاز بها الحزب الحاكم بنسبة 54%. المعارضة تتهم الحكومة بتزوير الانتخابات، فيما دعا البرلمان الأوروبي إلى إعادة تنظيمها لضمان الشفافية. زادت الأزمة تعقيدًا بعد إعلان الرئيسة زورابيشفيلي، المؤيدة للاتحاد الأوروبي، رفضها التنحي عن منصبها بعد انتهاء ولايتها، معتبرة البرلمان الحالي غير شرعي.
المشهد الدولي
تتابع روسيا والولايات المتحدة هذه التطورات بقلق. بينما تدعم موسكو الحكومة الحالية، تعبر واشنطن والاتحاد الأوروبي عن قلقهما من الانحراف عن المسار الديمقراطي. يُنظر إلى الاحتجاجات على أنها تعبير شعبي عن رفض الابتعاد عن أوروبا ومطالب بالإصلاحات.
تعيش جورجيا لحظة سياسية حرجة قد تؤثر على مستقبلها داخليًا ودوليًا. مع استمرار الاحتجاجات وضغط المعارضة، تبدو الحاجة ملحة لتبني إصلاحات تضمن الاستقرار السياسي وتعيد ثقة الشعب بالحكومة.