جناح جورجيا اكسبو دبي 2020 اجتماع التراث بالطبيعة مظهر من مظاهر الثقافة والتراث القديم
شاهد مفترق طرق المستقبل. يركز الجناح على صناعة النبيذ التقليدية والأبجدية الجورجية والسياحة المستدامة والعديد من الفرص التجارية التي تنبع من الثقافة / التراث الجورجي.
يتميز جناح جورجيا المشارك في معرض «إكسبو 2020 دبي» ببساطته التي لم تمنعهم من تقديم عرض تراثي شيق ممزوج مع الطبيعة التي تتميز بها هذه الجمهورية التي تقع في منطقة جنوب القوقاز، وتعتبر ممراً يربط بين أوروبا الشرقية وغرب آسيا. ويرفع الجناح الذي يقع في منطقة الاستدامة في المعرض العالمي شعار «دعوة لاكتشاف الجمال» إذ يقدم الجناح لزواره قصة جورجيا عبر استدعاء ثقافة الأرض وتقاليدها وطبيعتها وتراثها الآسر.
حروف الهجاء
وعند دخول الزائر إلى الجناح، سوف يلفت انتباهه قصة «حروف الهجاء الجورجية» إذ تعد اللغة الجورجية واحدة من أقدم اللغات في العالم، وتتميز بأشكال حروفها الفريدة. ويرجع ظهور الكتابة الجورجية إلى الملك بارنافاز الذي كان يحكم البلاد في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد تطورت الكتابة الجورجية من صورتها الأصيلة ومرت بثلاث مراحل هي: أسومتافرولي (القرن الخامس)، نوسخاخوتسوري (القرن التاسع)، ومخيدرولي (القرن العاشر).
تتألف بالأصل من 38 حرفًا، إلا أنها تكتب اليوم ب 33 حرفًا فقط وتتكون حروف الهجاء الجورجية الحديثة من 33 حرفاً، خمسة منها حروف مد، و28 حرفاً ساكناً، ولا توجد بها حالة كبيرة للحروف، وكل حرف منها ينطق تماماً كما يكتب. وقد أدرجت حروف الهجاء الجورجية الموجودة بوصفها «الثقافة الحية لثلاثة أنظمة كتابة» ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. ويعد «ديدا إينا» أول محتوى يوثق حروف الهجاء الجورجية وهو من تأليف لاكوب غوغيباشفيلي سنة 1876، وهو كتاب تعليمي أساسي لبدء مسيرة القراءة والكتابة، وهو مصمم بعناية وبأسلوب تحليلي مبسط، حيث تشرح كل صفحة حرفاً واحداً، مع وجود رسم تعبيري لأول صوت معجمي للكلمة، ويعتبر الكتاب تراثاً وطنياً لجورجيا.
ومازالت حروف الهجاء الجورجية تتطور، نظراً لأنها تمر بعملية رقمنة تتضمن إنشاء تصاميم جديدة للخطوط، مع التركيز بشكل رئيسي على النقوش المخيدرولية. كما أقيمت بانتظام مسابقات لتشجيع المصممين الصاعدين على إنشاء أشكال مبتكرة وملهمة للخطوط.
كنوز طبيعية
وينتقل الجناح بعدها إلى الكنوز الطبيعية التي تزخر بها جورجيا، وهذا يرجع إلى موقعها الفريد الذي يجمع بين كل الظواهر المناخية ويكسبها تنوعاً بيئياً هائلاً. وتستقطب جورجيا سنوياً السواح طوال العام، إذ تقدم لضيوفها تجربة مثيرة ومليئة بالمغامرات من أعالي الجبال إلى مياه البحر. كما تشتهر جورجيا بجبالها التي تغطى بالثلج لذلك يطلق عليها اسم «جوهرة القوقاز المكنونة»، ومن المقرر أن تستضيف جورجيا بطولة العالم للتزلج على الجليد والتزلج على ألواح الجليد عام 2023.
الجناح يعرض أدوات تقليدية قديمة، تمثل جزءاً من إرث الشعب.
«صخرة كاتسكي»
تجربة كنيسة «صخرة كاتسكي» في جورجيا، التي يستعرضها الجناح، تعدّ من التجارب الأكثر إدهاشاً لزوار المعرض، إذ يقدم ركن السياحة في الجناح الجورجي، تجربة أغرب الكنائس وأكثرها عزلة حول العالم، وهي كنيسة يعود بناؤها إلى نحو القرن التاسع الميلادي، وأُعطي بناؤها وضعية المناشد للسماء.
وتمثل «صخرة كاتسكي»، التي تتصدر قمتها الكنيسة، قبلة للرهبان الراغبين في العزلة، لممارسة طقوسهم الدينية وأداء صلواتهم، باعتبارها المكان الأقرب إلى الروحانية الخالصة.
ملاحم أدبية
كما تميز الجناح بعرض أبرز أحدث أبرز الملاحم الأدبية في تاريخ جورجيا ألا وهي «فيبخيستكاوساني» أو كما يعرف بـ «الفارس في جلد النمر» وهي قصيدة ملحمية من العصور الوسطى، كتبها شوتا روستافيلي في القرن الثاني عشر الميلادي، وترجمت إلى 49 لغة ونشرت بأكثر من 420 إصداراً في أنحاء العالم، والتي تحكي قصة الصداقة التي جمعت أفتانديل وتارييل.
وفقدت نسخ عديدة من القصيدة أو اندثرت نتيجة عدد من العوامل، لكن تقاليد الترديد السماعي حفظها حتى نشرت أول نسخة مطبوعة لها في تبليسي العام 1712، وتعد القصيدة واحدة من الركائز الثقافية المحورية لجورجيا، ولها دور كبير في الأدب الجورجي وهوية البلاد. ويحتفي الجناح باختيار العاصمة الجورجية تبليسي عاصمة الكتاب العالمية لعام 2021، وذلك بفضل مشروعات التنمية المستدامة في قطاع النشر والمجالات ذات الصلة، ويركز البرنامج على استخدام التقنيات الحديثة كوسائل فعالة للارتقاء أو القراءة بين الشباب.
أبطال رياضة
وعلى الواجهة الخارجية للجناح، تم وضع صورة الرباع الجورجي لاشا تالاخادز صاحب الأرقام القياسية الأولمبية والميداليات الذهبية في رفع الأثقال والتي كان آخرها في أولمبياد طوكيو 2020. كما تم وضع صورة أسطورة الشطرنج نونا جابرينداشفيلي وهي أول بطلة للعالم للسيدات في هذه اللعبة، تحصل على هذا اللقب في سن العشرين، كما كانت أول امرأة تفوز بلقب «غراند ماسترز».
ويدعو الجناح ضيوفه ورواده إلى رحلة ممتعة، من دون تذاكر سفر أو تأشيرات دخول، ليعيشوا المغامرات، ويكتشفوا سحر التاريخ الغني والثقافة الفريدة لهذا البلد