الديانة في جورجيا: تنوع وإرث تاريخي
تُعتبر جورجيا من الدول التي تمتاز بتاريخ ديني عريق وتنوع ثقافي كبير. شهدت هذه البلاد الواقعة عند ملتقى أوروبا وآسيا تأثيرات دينية متنوعة على مر العصور، مما جعلها موطنًا لتعدد ديني يعكس تنوعها التاريخي والثقافي. سنلقي نظرة على الخلفية التاريخية والتنوع الديني في جورجيا اليوم.
تبلغ مساحة الدولة الإجمالية حوالي 25900 ميل مربع (69700 كيلومتر مربع) ، ويبلغ عدد سكانها (اعتبارًا من 2014) 3.7 مليون شخص.
الديانه في جورجيا المسيحية الأرثوذكسية: الدين الرئيسي
تُعد المسيحية الأرثوذكسية الديانة الرسمية والأكثر انتشارًا في جورجيا. اعتنقت جورجيا المسيحية في القرن الرابع الميلادي، وتحديدًا في عام 337، عندما أصبحت ثاني دولة في العالم تعلن المسيحية كدين رسمي بعد أرمينيا. تعود هذه الخطوة إلى القديس نينو، الذي يُعتبر الراعي الروحي لجورجيا.
الكنيسة الجورجية الأرثوذكسية لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية للبلاد. وتمتاز الكنائس الجورجية بطراز معماري فريد يبرز جمال الفن الجورجي القديم. من أبرز المعالم الدينية:
- كاتدرائية سفيتيتسخوفيلي في متسخيتا، واحدة من أقدس المواقع في البلاد.
- دير جفاري، الذي يوفر إطلالات خلابة على ملتقى نهري كورا وأراغفي.
الديانه في جورجيا الأقليات الدينية
بالإضافة إلى الأغلبية الأرثوذكسية، تحتضن جورجيا عدة أقليات دينية:
- الإسلام: يُعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة في جورجيا، حيث يتركز المسلمون في مناطق أدجارا وكاخيتي وتبليسي. دخل الإسلام إلى جورجيا خلال الفتوحات الإسلامية في القرون الوسطى، وما زال له وجود مهم في البلاد.
- المسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية: توجد مجتمعات صغيرة من الكاثوليك والبروتستانت، خصوصًا في تبليسي وعدة مدن أخرى. يعكس وجود هذه المجتمعات التاريخ الطويل من التفاعل مع الغرب.
- اليهودية: تمتلك جورجيا واحدة من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، التي يعود وجودها إلى حوالي 2600 عام. على الرغم من أن عدد اليهود قد تقلص بسبب الهجرة، إلا أن هناك معابد يهودية تاريخية لا تزال قائمة.
- الديانات الأخرى: توجد أيضًا أقليات من أتباع الديانات الأخرى مثل الأيزيديين والبهائيين، ما يعكس التنوع الثقافي والديني في البلاد.
التسامح الديني
تُعرف جورجيا بتسامحها الديني النسبي، حيث تعايشت مختلف الطوائف الدينية بسلام عبر العصور. هذا التسامح يظهر في العاصمة تبليسي، حيث يمكن أن ترى الكنائس الأرثوذكسية جنبًا إلى جنب مع المساجد والمعابد اليهودية.
الأعياد والمناسبات الدينية
تحتفل جورجيا بالعديد من الأعياد الدينية التي تعكس التنوع الديني في البلاد. من أبرز هذه الأعياد:
- عيد الميلاد الأرثوذكسي في 7 يناير.
- عيد الفصح، الذي يُعد من أهم الأعياد المسيحية ويُحتفل به بفرح كبير في جورجيا.
- عيد الأضحى، حيث يحتفل المسلمون في جورجيا بهذا العيد من خلال الصلوات والاحتفالات العائلية.
الخاتمة
تلعب الديانة دورًا محوريًا في الحياة الثقافية والاجتماعية في جورجيا. من خلال تنوعها الديني، تُظهر جورجيا نموذجًا فريدًا للتعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ أو بالثقافة أو بالدين، ستجد في جورجيا أرضًا غنية بالتجارب الدينية والروحية المتنوعة.